مهارات البحث العلمي
تعريف مهارات البحث العلمي
مجموعة الاستراتيجيات المُتّبعة والأدوات المستخدمة للوصول إلى المعلومات المطلوبة وتقييمها، كما تُعرّف بأنّها استخدام أدوات البحث لاستنتاج الحقائق ونقدها وتحليلها واتخاذ القرارات فيما يخصّها، أمّا التعريف الإجرائي للمهارات البحثية فهو القدرة على تحديد مشكلة البحث بدقة؛ للتوصل للنتائج التي يتمّ ربطها بنتائج دراسات سابقة في نفس المجال، وتفسيرها، ومعالجتها، وتحليلها، وذلك من خلال تصميم أدوات جمع البيانات والبحث في مصادر المعلومات الموثقّة علمياً، حيث يُعتبر مصطلح مهارات البحث العلمي مفهوماً واسعاً يشمل الأمانة العلمية، ودقة الملاحظة، والعمل الجماعي، وتحديد المشكلة، ونوعية المعلومات المطلوبة، وتحليلها، كما تشتمل المهارات البحثية على طرق اختيار أساليب البحث العلمي المناسبة للحصول على المعلومات من مصادر مختلفة، ودمجها، وترتيبها في تسلسل منطقي مترابط.

تتشرف منصة أعد الأكاديمية العربية الدولية بتقديم دورة مجانية عن: مهارات البحث العلمي إضغط هنا

تكمن أهمية البحث العلمي في كونه يُولّد لدى الباحث الشعور بالحماس والرغبة المُلحّة في المعرفة والاكتشاف، ونظراً إلى أنّ البحث العلمي يتطلّب الصبر، والتأنّي، وتصفية الذهن فإنّ ذلك يُساعد على التوصل للحقائق التي تستند على أدلة واضحة لا مجرّد خرافات لا مجال لها من الصحة، كما أنّ عملية البحث لا تضع حدوداً للتفكير بل إنّها تُطلق العنان للإبداع والوصول لكلّ ما هو جديد، فالهدف من البحث هو تفسير ظاهرة أو مشكلة ما وتحليل جوانبها المختلفة، وذلك للوصول الى استنتاجات وبراهين تتوافق مع الوقائع المنطقية

يُشكّل البحث العلمي مرجعاً موثوقاً يستطيع العامة من الناس الوصول إليه بغرض الاستفادة وأخذ المعلومات، وحتى يكون ذا جودةٍ عالية يجب على الكاتب الالتزام بكتابته وتشكيله وفقاً لمعاير أخلاقيّةٍ عالية إلى جانب شروطٍ، ومعايير، وقوانين حكوميّة أيضاً تُنظّم في لوائح ترتكز على عددٍ من أخلاقيات عمليّة البحث،[١] وبالنظر للأهميّة الكُبرى في الحصول على بحثٍ علميٍ دقيقٍ وموثوق في مجال مُعيّن، وُضعت عِدة شروط من قبل العلماء والباحثين، يرتكز عليها البحث العلمي في سبيل تحقيق ذلك.

مقومات البحث العلمي
يعدُّ أمراً مهماً فهم مقومات البحث العلمي قبل البدء في كتابة أي بحثٍ علمي، ويتضمن البحث العلمي أي شيء يتم كتابته من حيث تنظيمه ومنطقيَّة أفكاره، ويبين الآتي أهم مقومات البحث العلمي:
تحديد موضوع البحث: يُمكن للشخص تحديد مُشكلة أي مسرح البحث من خلال تحديد موضوعٍ عام يُثير اهتمامه، وعند تحديد هذه المُشكلة يجب حصرها بفكرةٍ ما؛ أي الإنطلاق من العام وصولا الى الخاص والتخصص بتفصيل يؤدي إلى فهم الموضوع تصاعديا انطلاقا من الخاص وصولا الى التعميم من خلال خصخصة البحث بموضوع محدد.
مراجعة الأدب: ينبغي عمل قراءةٍ استكشافية لمعرفة ما تمَّ طرحه سابقاً، وما يتم تنفيذه حالياً حول موضوع البحث والاستفادة منها.
تحديد سؤال أو مشكلة البحث: يجب أن يكون هذا السؤال يستحق طَرحِه، وإيجاد حلولٍ مناسبة له.
تطوير أساليب البحث المُتَّبعة: يجب كتابة خطةٍ إداريَّة مُفصَّلة حول البحث العلمي عند الانتهاء من إيجاد سؤال البحث وبيان الغرض منه.
جمع وتحليل البيانات: يكون ذلك عن طريق جمع بياناتٍ ذات صلةٍ بالموضوع ثم ترتيبها وتنظيمها، وبعدها يجب تفسير وتحليل البيانات التي تم جمعها لفِهم معناها، و تحديد ما إذا كانت هذه البيانات تحلُّ مشكلة البحث أم لا، وإذا كانت تدعم الفرضية أم لا.
توثيق العمل: يوجد العديد من الطرق لتوثيق العمل وذلك يعتمد على نوع البحث العلمي المراد كتابته. نشر البحث: يتم تنفيذ ذلك عن طريق نشر البحث في الكتب أو المجلات العلمية المختصة أو التي لها صلة بموضوع البحث.
إقرأ أيضا: من موقع موضوع : أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي
مقومات الباحث:
- المعرفة: يجب أن تتوافر لدى الباحث المعرفة بمشكلة البحث، ومجاله، وأدوات البحث المناسبة لإجرائه، بالإضافة إلى القدرة على تحديد أهداف البحث وصياغة فرضياته، إلى جانب مشاهدة وملاحظة حيثيّات البحث لجمع البيانات، وتحليلها، والتوصل للنتائج.
- السمات الاجتماعية: وهي سماتٌ يُمكن تحسينها لدى الباحثين؛ مثل التواصل الفعّال مع الآخرين، وإظهار روح التعاون معهم، والتأثير فيهم.
- السمات الفكرية: وهي سماتٌ فطرية يُمكن تنميتها لدى الباحثين من خلال إخضاعهم لبرامج تعليمية وتدريبية، وتتمثّل هذه السمات في الذكاء، والانفتاح العقلي، والقدرة على الفهم والإدراك.
- السمات الشخصية: وهي تتلخّص بموضوعية الباحث وعدم تحيّزه، وذلك من خلال استعراضه لكافة الأفكار والآراء التي توصّل إليها سواءً كانت موافقةً لآرائه وأفكاره الشخصية أو مخالفةً لها..

مهارات الباحث:
- المهارات الفنيّة: تُعتبر هذه المهارات أكثر تحديداً مقارنةً مع غيرها من المهارات؛ حيث يُمكن التحقّق من توافرها لدى الباحث بسهولة، وتكمن أهمية المهارات الفنية في اختيار الأدوات المناسبة للبحث المُجرى من بين الأدوات المتاحة.
- المهارات الإنسانية: تعدُّ أكثر المهارات استعمالاً عند تعامل الباحث مع عيّنة البحث لجمع البيانات، وتجدر الإشارة إلى أنه ليس من السهل اكتسابها؛ وذلك لأنّها ترتبط بشخصية الباحث وسلوكه، ويُقصد بالمهارات الإنسانية القدرة على التعامل الفعّال مع أفراد عينة البحث.
- المهارات الفكرية: وهي المهارات التي تمنح الباحث القدرة على تحديد المشكلة بدقة، وتحليلها، ومعرفة أسبابها ونتائجها.
- المهارات الإدارية: وهي المهارات المتمثلة بقدرة الباحث على أداء البحث العلمي بكفاءة رغم تغيّر الظروف من حوله باستمرار، ومن هذه المهارات مهارة التحليل، والتخطيط، واتخاذ القرارات.
المصدر