حب السيطرة: أسباب وعلاج
تعريف حب السيطرة
يسمى الفرد الذي يحب السيطرة على الأفراد بالمتحكم، وهؤلاء الأشخاص بالعادة يحاولون أن يفرضوا آراءهم ومشاعرهم على الآخرين، وفي الغالب إنّ الأفراد الذين يعانون من تدنٍّ في تقدير الذات هم الأشخاص الذين يجذبون المتحكمين، وفي العادة ما يتمتع الأفراد المحبين للسيطرة بالمثالية، وقادرين على التحكم بأنفسهم بشكل كبير، ويتصفون أيضاً بأنّهم مدمنو عمل، ويحبون إشغال من حولهم بالتفاصيل ووضع القواعد، ومن خلالها يحاولون الهيمنة والسيطرة عليهم.

صفات مُحِب السيطرة
هناك العديد من الصفات التي يتمتع بها الفرد الذي يحب السيطرة على الآخرين، وفيما يلي نذكر بعضاً منها:
يعتقد الفرد الذي يحب السيطرة أنّه قادر على تخطي جميع المصاعب في الحياة إذا ما تم بذل كل جهده، ولا يعتبرون الفشل خياراً لهم وهذا ما يجعلهم يلومون أنفسهم بشكل قاسي عندما لا تسيير الأمور بالشكل الذي يريدونه.
غالباً ما يظن محبو السيطرة أنهم يعرفون الأفضل للجميع، ويحاولون إقناع الآخرين بعمل الأشياء بمثل ماهم يرونها وبنفس الآلية، أي أنّهم يحبون التحكم بكل شيء في الأشخاص الذين يحيطون بهم.
تكون العلاقات لدى الفرد محب للسيطرة قليلة، وذلك بسبب فرضه لنفسه وآرائه على الناس بشكل مفرط وبأوقات غير مرغوب بها. يحاول الفرد محب السيطرة القيام بجميع الأعمال بنفسه دون طلب المساعدة من الآخرين، وذلك بسبب اقتناعهم أن الذين سيحيطون بهم سيرتكبون الأخطاء، وبالتالي سيعملون على إهدار وقتهم.
أسباب حب السيطرة
من الأسباب التي يؤمن بها محب السيطرة أن هذه السيطرة تؤدي إلى منع إلحاق الأذى بالذات أو بالآخرين القريبين منهم، وبالتالي يصبح الفرد يبحث عن السيطرة في كل أمور التي تحيط به، ومن الجدير بالذكر أيضا أن الأفراد محبي السيطرة قد يلجؤون لفعل ذلك الأمر بسبب خوفهم من أن يتم السيطرة عليهم من قبل الآخرين، وبالتالي لتجنب الألم والضرر من قبل الآخرين وهذا ما يجعل الأمر قد ينتهي بهم إلى السيطرة على من حولهم، لذا قيل أن بعض الدكتاتوريين الذين كانوا يمارسون السيطرة على الناس هم بالأصل كانوا يخافون من فقدان السيطرة أو أن يتم السيطرة عليهم
إفرأ أيضا دور المرأة حياة واحتواء
ما الفرق بين قوة الشخصية وبين حب السيطرة
إن حب السيطرة هو التملك وعدم إعطاء أي شخص غير المسيطر على زمام الأمور أي مساحة، حتى يستطيع أن يقول رأي، أو أن يقوم بعمل شيء دون أخذ الإذن من القائد.
وعلى النقيض تمامًا فإن الشخصية القوية هي الشخصية التي تعمل مع فريق مع تمكينهم من القيام ببعض الأشياء دون القيود التي يفرضها حب السيطرة. وهذا هو الاختلاف البسيط الذي يمكننا أن نميز به حب السيطرة عن قوة الشخصية.
فإن حب السيطرة الذي نما يمكن أن يعرض صاحبه إلى الكره الذي يواجه من كل أفراد المجتمع. ويجعل منه شخص ضعيف الشخصية ويبحث عن أمثاله من ضعاف الشخصية. حتى يفرض هو سيطرته الكاملة عليهم.
كيف يمكن لنا أن نتعامل مع الأشخاص المصابين بحب السيطرة
هنالك عدة طرق يمكن لنا أن نقوم من خلالها بالمعاملة الصحيحة مع الأشخاص، الذين يعانون من حب التملك أو حب السيطرة وهي:
يجب أن يكون الشخص الذي يواجه أي مصاب بمرض حب السيطرة لديه الكثير من الثقة في ذاته. أي انه يكون على يقين من أن هذا الشخص ليس أقوى منه في الشخصية. ويؤكد لنفسه أنه لن يستطيع هذا الشخص أن يفرض سيطرته عليه، وأنه يمكن له أن يوقفه عند حده.
يجب علينا عند مواجهة أحد الأشخاص المصابين بمرض حب السيطرة. أن نقوم بتحليل بسيط لتلك الشخصية قبل أن نعمل على مواجهته والكلام معه. فيمكن أن نلاحظ حركاته وبعض التصرفات التي يمكن أن يقوم بها. والتي يمكن أن توضح لنا ما هي الطريقة الصحيحة التي يجب علينا أن نتبعها مع مثل تلك الحالات المرضية من حب السيطرة.
في حالة قيامنا بالتعرض أو مواجهة أحد الأشخاص الذين يعانون من مرض حب السيطرة أو التملك. فيجب علينا أن نقوم بالتفكير فيما يمكن أن نقوله من ردود أو كلمات. لأن مثل تلك الشخصيات يجب أن نتعامل معها بكامل الحزم والشدة. مثل أن يطلب هذا الشخص المسيطر في بعض الأحيان أي شيء. ونحن نعلم أن هذا الشيء من الأشياء الخاطئة ففي تلك الحالة. يجب أن تكون كلمة لا تقال بكامل الحزم والنهي، وأن لا ننصاع إلى أي أمر يصدر من هذا الشخص.
التعامل مع الأشخاص المصابين بحب السيطرة في حالة كان المريض بداء أو مرض حب السيطرة يتواجه معنا ونريد أن نقوم بإيقافه عند حده. فيجب علينا أن نراعي حالته، أي أنه في حالة مواجهة هذا الشخص المصاب بمرض حب السيطرة. يجب علينا أن نعلم أننا بصدد مساعدته للخروج من تلك الحالة. ولسنا بصدد قطع علاقتنا به أو التخلي عنه أو إيذائه، ولهذا يجب علينا عند التعامل معه ألا نحاول أن نقوم بإغضابه بشدة. بل أن نحاول قدر الإمكان أن نتعامل معه بالطريقة اللطيفة، التي نستطيع من خلالها السيطرة عليه. ولا يجب أن ندع أنفسنا نتعرض إلى أي نوع من أنواع الانفعالات عند قيامنا بمواجهة هذا الشخص أو الكلام معه. بل يجب علينا أن نعطي لأنفسنا الكثير من الهدوء حتى نتمكن من فهم طريقة التفكير التي يفكر بها المصاب بداء حب السيطرة ومساعدته.
في حالة تم النقاش بينك وبين الشخص المصاب بداء حب السيطرة. يجب علينا أن نحاول بكل الطرق أن نعطيه الكثير من الحلول، لأي مشكلة يقوم بمناقشتها معنا. حتى لا نفسح له المجال أن يقوم هو بإصدار تلك الأوامر، التي يريد منا أن نقوم بتنفيذها بدون أي جدال.