بين المادية والروحية
سهلة
المادية سهلة تستطيع ممارستها والعيش بين قيودها إلا انها تسيطر على العقل وتقوده وتطغى على الروح وتقصيها وتوجه النفس البشرية نحو الطمع والطموح الجامح لأن المادة بلا روح تصبح كالمخدرات إدمان لأجل الإدمان دون الوصول إلى نتيجة مرضية ومشبعة ومسكنة.
صعبة
الروحية صعبة في بداياتها لكنها سهلة مرنة مسكنة مريحة على المدى الطويل, توصل إلى نتيجة مرضية وحالة هادئة وانطباع متفهم ونفس ترى بعين البصيرة وعين الحقيقة, فالروحية تعطي المادية حجمها الحقيقي وتتناول منها اللازم للضرورة على قدر الضرورة, دون إهمال الناحية الغرائزية والإحتياجات المادية للنفس البشرية.
لا تشبع
المادية تؤدي بالإنسان إلى طلب الأكثر فالأكثر في حالة تصاعدية من التطلع والتمني في سبيل الوصول والحصول على المبتغى المادي الذي سرعان ما يتلاشى وتنتهي لذته بفعل الزمن والنزعات البشرية التي إن طغت عليها المادة لن تعود ترضى بشيء معين بحد ذاته بل ستقع أسيرة الطلب المتزايد والحاجة الدائمة دون اشباع وصولا إلى الخيبة والإكتئاب والملل.

الحقيقة
الروحية هي الحقيقة وهي الخلود والإستمرار والإنتقال بين العوالم, والمادية هي الآنية والظرفية والهالكة بفعل الزمن ومتغيرة وذاهبة إلى الزوال والفناء بفعل العوامل الطبيعية والبيولوجية والزمنية.
طبيعية هذه الحياة
الكيس والفطن من فهم طبيعية هذه الحياة وعلم ان الروح ستبقى, وعمل على اذكائها وتنمية جوانبها المختلفة للوصول إلى نفس مهتمة بروحها تدللها, نعم فإن دلال الروح اهم من دلال الجسد, فالجسد دلاله زائل والروح دلالها دائم مستمر, ودلال الروح يكون بالإعتراف بوجودها وسبر أغوارها والتمتع بعوالمها الخفية, ودلال الجسد يكون بسد حاجاته حتى نستطيع التعامل مع الروح براحة ورضى, ولا تشغلنا حاجات الجسد عن دلال الروح بالتناغم دائما مع مصدر وجودها الدائم الخالد وهو روح الله القدير.
الزمن القاهر
مع عوامل الزمن القاهرة لكل شيئ على وجه الأرض وزوال المادية في لحظة تخص كل كائن حي, عندما ينتهي وجوده المادي في هذا العالم, لا يجد الإنسان معه إلا الروح, لذلك وجب دلالها بالتسبيح والذكر والتنزه وقراءة كلام خالقها والتجرد الموضوعي والطبيعي من القيود المادية دون إغفال غريزة البقاء للكائنات الحية وغريزة الحفاظ على الوجود, هذه الغريزة يجب أن تكون منطلقا لسمو الروح والعمل على الحفاظ على اطمئنانها وراحتها, فلتكن المادية الزائلة في خدمة الروح الخالدة, لتنجو هذه الروح وتخلد بسلام.