الشباب هو مرحلة القوة التي تتوسط مرحلتي الطفولة والكهولة بضعفيهما، وهي المرحلة الأكثر امتداداً في حياة الإنسان، وفي هذه المرحلة يتميّز الفرد بالطموح والحماسة والإرادة الفتيّة، فلا تقف في وجهه حواجز ولا تثنيه صعاب، فهي مرحلة العطاء وتحقيق الأهداف ومدّ يد العون للآخرين.
الشباب صناع الحياة
الشباب هم مقياس تقدم الأمم وتأخرها ، ومعيار رقيها وانحطاطها، وهم مصدر الانطلاقة للأمة ، وبناء الحضارات ، وصناعة الآمال ، وعز الأوطان ، ويُعتبرون الركيزة الأساسية في تقدّم وبناء كلّ مجتمع، فهم يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات متعددة، يحرصون من خلالها على تقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويستطيع الشباب من خلال التعاون بين بعضهم البعض على الرقي بالمجتمع، وحث الآخرين على المشاركة الفعّالة في تقدّمه.
الشباب ثروة وثورة
إن توجيه الشباب نحو البوصلة الصحيحة لإحياء المجتمعات وتطويرها واجب تربوي يبدأ من حداثة السن ونعومة الأظافر, والتوجيه الصحيح لثروتنا الشبابية في عالمنا العربي يجب ان تكون منصبة على الإنتاجية الحقيقية المثمرة في المجتمعات ولا تقتصر فقط على الناحية الاكاديمية التعلمية النظرية, إذ يجب أن يكون الحقل والورشة والمعمل والأرض والمختبرات والمصانع هي ميادين تعليم الشباب مترافقة مع التدعيم والصقل الأكاديمي التربوي والتعليمي والإرشادي والتوجيهي.
الدرجات العلمية في المجتمعات مهمة ولكن العمل التطبيقي المنتج المثمر هو الأهم والمجتمعات والبلاد التي تحتوي على يد عاملة متخصصة على مختلف درجاتها وفئاتها من العمل إلى الإنتاج إلى الإبتكار والإبداع وصولا إلى الريادة والقيادة, تعتبر أهم من التنظير والفلسفة والعلوم الأكاديمية, التي يجب أن تكون موجودة ولكن على ان تأخذ حجمها ونسبتها الطبيعية في المجتمعات والبلدان فلا حاجة لتسعين بالمئة من المتخصصين في المواد العلمية والتعليمية والفلسفية والأدبية ومجموعة من المهندسين والمحامين والأطباء أمام عشرة بالمئة من اليد العاملة الجاهلة, أن أن نستورد اليد العاملة من الخارج فتصبح عبئا اقتصاديا على المجتمعات وساحبة لقسم لا يستهان به من الناتج القومي وشريكة في الثروة القومية.
الشباب هم صناع الحياة والقرار وأصحاب إرادة التغيير وطريق الإزدهار والنمو ووسيلة التطور وغاية الآباء والأجداد, إذا أحسنا تربيتهم وتوجيههم, ودعمنا تلك الفطرة الشبابية المتحمسة الثائرة الطموحة بالتوجيه السليم نحو اخراج طاقاتهم وتفريغها حيث ينتفع المجتمع بأسره حاضرا ومستقبلا, انتاجا وكفاية واستقلال وسيادة وابداعا وابتكارا.