الإنتقال والتغيير يسببان أزمة نفسية

الإنتقال والتغيير يسببان أزمة نفسية

 

” التغيير أمر أساسي في حياة كل منّا، فهو مرادف للتطور والنمو. لكن الغريب أنّه أحياناً تكون موانع التغيير نابعة من داخلك، وهذا هو النوع الأصعب “.

لا أستطيع النوم إلا في سريري

لا أرتاح إلا في حمام منزل

لا أشعر بالراحة إلا بقيادة سيارتي

الملابس الجديدة تضايقني والحذاء الجديد غير مريح

لا أرتاح إلا مع أصدقائي

شعرت بالغربة عندما غيرت عملي

أتضايق في الأيام الأولى من السفر

ليس هناك ألذ من طعام أمي

أفضل القنوات التلفزيونية هي التي أشاهدها باستمرار

كلها عادات واوضاع تعودنا عليها, ونجد صعوبة في تغييرها. لكنها تتغير حكما تحت الظروف والتغيرات المستجدة في حياتنا والتي تفرض علينا واقعا جديدا نجد صعوبة كبيرة في التعود عليه والتأقلم معه. قد يتطور الأمر إلى حدوث إضطربات نفسية تتحول إلى أزمة قد تطول إن لم نعِ وندرك كيفية معالجتها والخروج منها.

عشر قواعد تبدا من التربية وتصل إلى النفس المطمئنة, باعتماد التربية النفسية والدينية العملية القائمة على حياة طبيعية متأقلمة مع المتغيرات:

 

 

1- دوام الحال من المحال

على الإنسان أن يدرك أن دوام الحال من المحال, وأن الأشياء والأوضاع والمناخات التي نعهيشها مآلها حتما إلى التغير والتبدل. سيما أن الإستقرار الذي نعيشه مهدد دائما تحت وطأة التغيرات الطبيعية الإجتماعية والإقتصادية وبفعل عوامل الزمن الكفيلة بتغيير كل شيئ حتى الحياة نفسها.

2- القضاء والقدر

إن من أهم أسس التربية السليمة تربية أولادنا على قاعدة أن القضاء والقدر كفيل بتغيير كل شيئ لذلك فإن الاديان كلها قائمة على قاعدة الرضى بقضاء الله وقدره خيره وشره.

3- قدرة التحمل

تربية الأولاد منذ الصغر على قدرة التحمل على ترك الأشياء والعادات وتعليمهم أن كل محبوب ومعتادٌ عليه مآله ومصيره إلى التغير ولا دوام إلى لحول الله وقوته والمتجسد بعوامل الزمن والظروف التي نغير كل ما اعتدنا عليه وتبدله.

4- التربية الكشفية

التربية الكشفية والعسكرية والرياضية والتي تقوم على التآخي والتأقلم مع الطبيعة المتغيرة بطبيعتها, والتأقلم مع الظروف الخارجة عن إرادتنا والتعود على مواجهة المصاعب وتغيير نمط الحياة والقدرة على قضاء الحوائج والعيش في أي ظرف أو مكان أو زمان.

5-النوم خارج المنزل

النوم خارج المنزل من وقت لآخر بهدف السياحة والعمل والزيارات العائلية البعيدة والحرص دوما على كسر الرتابة والروتين والنمطية المرضية في الحياة والعادات.

 

إقرأ أيضا إدارة الضغوط النفسية

 

6- الخروج من المنزل

إشغال الأطفال في الصيف في العمل في أماكن مناسبة لهم والتعود على الخروج من المنزل والتعاطي مع المجتمع ودخول الأسواق والمحال والتعرف على المهن والحرف.

7- الإنفتاح

الإنفتاح على مختلف شرائح المجتمع والتعرف على مختلف العادات والأجواء والأحوال التي يعيشها الناس.

8- توقع الأدنى

التعود على قاعدة توقع الأدنى وحتى الأسوأ دائما خاصة عند التغيير القسري والمفروض علينا, والإعتماد في الفترة الأولى من التغيير والإنتقال على الصلابة الذاتية الداخلية واقناع النفس بأنها قادرة على التأقلم والتعود وتجاوز الصعوبات النفسية منها خاصة في قبول أي واقع جديد.

9- قاعدة ذهبية مأثورة تقوم على عدم التعود والركون إلى الرفاهية والنمطية والروتين: ” اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم “.

10-  الله اللامتغير واللامتبدل

كل شيئ متغير ومتبدل وذاهب إلى الفناء والزوال إلا الله, فتعود واركن واطمئن وتأقلم على حسن العلاقة مع الله اللامتغير واللامتبدل, تُضفي هذه العلاقة على القلب والنفس الإطمئنان والقدرة على التأقلم مع كل المتغيرات.