إستقالة قرداحي: لا تزال النتائج إعلامية فقط

 

معاملة قاسية

دأبت دول الخليج منذ سنوات على معاملة لبنان بشكل قاس. بهدف إخراج لبنان من الكادر الإيراني الذي رسمه حزب الله للبنان. ووضع فيه كافة شرائح الشعب اللبناني في سلة واحدة تناهض دول الخليج وتوالي ايران وحلفاؤها.

 

الطفل المدلل

وبما أن لبنان كان الطفل المدلل لدول الخليج حيث أغدقت الأخيرة المنح والاعطيات والهبات على لبنان دولة وشعبا ومؤسسات وأفراد, شعرت دول الخليج بإهانة, إهانة الولد لأبيه, فشرعت تلك الدول على إعادة النظر في العلاقات بينها وبين لبنان متخذة اجراءات صارمة وشديدة ومضرة في كثير من الأحيان لإفهام حزب الله بأنه لن تستطيع تدجين لبنان واللبنانيين وسيظل تأثير دول الخليج قائما في لبنان لرعاية مصالحها الداخلية والخارجية ولمنع لبنان من جعله مقرا ومستقرا ومنطلقا لإيذاء دول الخليج وصناعة المؤامرات وانتهاك سيادة تلك الدول انطلاقا من لبنان.

المعركة إعلامية محضة

طبعا لغاية الساعة المعركة إعلامية بحتة ونتائجها اعلامية محضة والنزاع هو نزاع اعلامي لم يصل إلى حد تغيير المعادلة التي أرساها حزب الله في جعل لبنان حكومة وشعبا ومؤسسات في قبضته, وعلى أرض الواقع لا تزال التأثيرات السلبية على دول الخليج واقعة لم تتغير خاصة لجهة دور الحزب في سوريا واليمن والعراق وتدريبه للحوثيون واعدادهم وتدريبهم وامدادهم بالعدة والعتاد والخبرات.

 

تقرير إسرائيلي: الخطر الاستراتيجي هو صواريخ “حزب الله” في لبنان لا الانتشار الإيراني في سوريا

أي انجاز

تبحث دول الخليج على أي انجاز أو تقدم في خضم غرق العالم العربي في الآتون الإيراني الجارف, ولو كان هذا الإنجاز إعلامي فقط ويقتصر فقط على تسجيل النقاط على لو ثلج يذيبه حماوة الواقع المرير للسيطرة والهيمنة الإيرانية على لبنان وسوريا والعراق واليمن, في الوقت الذي تعمل إيران وحلفاؤها على غزو العالم العربي فكريا وعقائديا وعسكريا واقتصاديا وأمنيا, تتلهى دول الخليج بتصدير اللهو والأفلام والمهرجانات والتسلية والترفيه فيما تدأب إيران على تصدير الفكر الثوري الشيعي المغطى بثوب مناهضة أمريكا واسرائيل ومقاومة الصهاينة المحتلين.

 

 

أمرا واقعا

أضحت الهيمنة الإيرانية على بعض الدول العربية وتأثيرها على كل الدول العربية أمرا واقعا, سيما أنه نتاج عمل دؤوب مستمر من نهاية السبعينات وحتى يومنا هذا مكللا بقواعد شعبية عربية مؤدلجة وموجهة وملتزمة ومخلصة للعقيدة الشيعية التي تتبناها دولة ايران وتمسك بزمام الشيعة العرب كمحرك وداعم لهم واعدة اياهم بالعزة والتمكين والحكم والتحكم بالمنطقة والإقليم للوصول إلى قوة إقليمية شيعية بقيادة فارسية تتنافس مع القوى العالمية الأخرى على حكم منطقة الشرق الأوسط وتقاسم النفوذ.

 

تتلاقى الإرادة الإيرانية والإسرائيلية

لغاية الساعة تتلاقى الإرادة الإيرانية والإسرائيلية على نقاط تعتبر تقاطع مصالح وتناغم خفي باطن حتى لو ظهر على وجه الماء الصراع المتأجج بينهما إلا أن الأبعاد الإستراتجية لعمل كل من الدولتين تصب في هدف واحد: إضعاف الدول العربية والقضاء على القوى العربية السنية تشتيتها وإبعاد العرب عن أي عمل عسكري أو أمني أوسياسي أو حتى ثقافي اجتماعي في مواجهة اسرائيل وكيانها وأمنها, وحصر هذا الصراع بين الشيعة واليهود, لينجم عنه صراعا مؤطرا بقواعد اشتباك مرسومة الحدود والمعالم والأهداف ومحددة زمان ومكان المواجهات, على أن لا يمس المجتمع والكيان والأمن الإسرائيلي وتحييد أرض الكيان الصهيوني عن أي صراع امني وعسكري.

 

إسرائيل تنشر تفاصيل حول “مشروع صواريخ دقيقة” لـ”حزب الله” في لبنان